علاج السمنة المفرطة

جراحة السمنة
تستخدم جراحة السمنة لمساعدة المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة للتخلص من الوزن الزائد. من المعلوم أن السمنة تعد سبباً للعديد من الأمراض المزمنة، بل وتؤدي إلى الوفاة.

ما هو تعريف السمنة؟
معيار كتلة الجسم هو المعيار الأكثر استخداماً لتحديد السمنة. يتم حسابه بقسمة الوزن(كغم) على مربع الطول (م)2. تعتبر القيم ما بين (5.18 – 9.24)(كغم/م2) طبيعية. القيم (25 – 9.29) (كغم /م2) تعد زيادة في الوزن. أما القيم من 30 فأكثر فتعتبر سمنة بدراجاتها المختلفة.

كيف يتم فقدان الوزن بعد عمليات جراحة السمنة؟
إن عمليات جراحة السمنة تؤدي إلى نزول الوزن إما عن طريق تقليل كمية الطعام الذي تحتويه المعدة أو عن طريق تقليل امتصاص الطعام أو بكلتا الطريقتين معاً. كذلك فإن جراحات السمنة تؤدي إلى تغييرات هرمونية تساعد في شعور المريض بالشبع بشكل أسرع. معظم عمليات جراحة السمنة في أيامنا هذه تجرى عن طريق جراحة المنظار، بإستخدام ثقوب صغيرة وكاميرا تصوير خاصة.

من يحتاج إلى عملية جراحة السمنة؟
إن المرضى المؤهلين لإجراء عمليات جراحة السمنة هم كالآتي:

أن يكون معيار كتلة الجسم 40 فما فوق.
أن يكون معيار كتلة الجسم 35 فما فوق بوجود مشاكل صحية أخرى مصاحبة للسمنة مثل: السكري( النوع الثاني)، ارتفاع ضغط الدم وغيرها.
بعض المرضى الذين يعانون من السكري النوع الثاني وكتلة الجسم لديهم (30- 34.9).
ننصح دائماً بالسعي لإنزال الوزن عن طريق الحمية الغذائية والرياضة قبل اللجوء إلى عمليات جراحة السمنة حيث من الممكن أن يصاحب هذه العمليات مضاعفات محتملة وتغييرات في طبيعة السلوك بعد إجرائها.

ما أنواع عمليات جراحة السمنة؟
تكميم المعدة (التدبيس أو قص المعدة)
يتم في هذه العملية تقليص حجم المعدة بشكل دائم عن طريق استئصال ما يقارب (70-85%) من المعدة بإستخدام المكابس الجراحية. وبذلك يصبح شكل المعدة كأنبوب صغير الحجم. وكذلك فإن الجزء المستأصل من المعدة يكون مسؤولاً عن إفراز هرمون الجريلين المسؤول عن الشعور بالجوع. تظهر الدراسات نتائج ممتازة لهذه العملية في إنزال الوزن والشفاء من العديد من الامراض المصاحبة مثل السكري.

إن نسبة المضاعفات لهذه العملية تتراوح ما بين (1-7%) وهو رقم يقع وسطاً بين عملية تحزيم المعدة وعملية تحويل المسار.

طي المعدة
في عملية طي المعدة عن طريق جراحة المنظار يتم خياطة المعدة على شكل طبقتين. يتم تصغير حجم المعدة إلى حوالي 30% وبالتالي تقليل كمية الطعام الذي تستوعبه. يعتبر هذا الإجراء الجراحي في طور التجربة وغير معتمد عالمياً إلى هذا الوقت.

تحويل مسار المعدة التقليدي
هنالك خطوتان رئيسيتان في هذه العملية، الأولى يتم فيها تصغير حجم المعدة عن طريق استخدام المكابس الجراحية لتصبح قادرة على استيعاب ما يقارب 28 غراماً من الطعام. وفي الخطوة الثانية يتم تحويل المسار بحيث يتم توصيل جزء من الامعاء الدقيقة على بعدٍ معين إلى المعدة المصغرة الجديدة. نتيجة ذلك أن الجسم سيفقد السعرات الحرارية لقلة الطعام ونقص الامتصاص وبالتالي يتم فقدان الوزن.

تحويل مسار المعدة المصغر
في هذه العملية يتم تصغير المعدة بدايةً لتصبح على شكل أنبوب مغلق النهاية، بعد ذلك يتم توصيل هذا الانبوب المعدي بالأمعاء الدقيقة مع تجاوز (150-200) سنتمتر من هذه الامعاء.

من ميزات هذا الإجراء أنه أسهل من عملية تحويل المسار التقليدي، مما يؤدي إلى وقت أقصر في غرفة العمليات ويؤدي إلى مضاعفات أقل. إن المرضى الذين يخضعون لتحويل المسار بشكل عام يحتاجون إلى فيتامينات ومكملات غذائية بشكل منتظم، ويحتاجون إلى متابعة دائمة.

عملية تحزيم المعدة
ويطلق عليها كذلك عملية ربط المعدة وفيها يتم تصغير أعلى المعدة عن طريق تركيب رباط من مادة السيليكون يمكن تغير حجمه عن طريق حقن الماء في مستودع مزروع تحت الجلد. نزول الوزن يعود بشكل أساسي في هذه العملية إلى تقليل كمية الأكل الداخل الى المعدة.

ما الذي سأتوقعه بعد عملية جراحة السمنة؟
من المتوقع أن يفقد المرضى جزءاً كبيراً من وزنهم خلال فترة قصيرة من الزمن. لكن في الوقت نفسه فإن هذه العمليات ليست علاجاً سحريا،ً فهي تحتاجُ من المريض الى التزام دائم للمحافظة على الوزن الطبيعي وتجنب المضاعفات طويلة الامد. إن خطة المريض المستقبلية تشمل :-

حمية غذائية
الرياضة بشكل منتظم
بعد عمليات جراحة السمنة فإن المريض يبقى على سوائل صافية لمدة 10 أيام. في المرحلة اللاحقة يتم توفير أكل مطحون قليل السكر لمدة 10-14 يوماً. يفضل أن يحتوي هذا النوع من الطعام على نسب عالية من البروتين.عادةً يتم تجنب الأغذية التي تحتوي كربوهيدرات عالية في الفترة الأولى بعد العملية. يعود المريض الى الاكل الطبيعي بعد مرور حوالي 5 أسابيع.

ما مدى نجاح و فاعلية عمليات جراحة السمنة؟
إن كمية الوزن التي يتم فقدانها تعتمد على نوع العملية وطبيعة سلوك المريض. من الممكن أن يفقد المريض نصف وزنه الزائد وأكثر خلال أول سنتين.

بالإضافة الى فقدان الوزن فإن جراحة السمنة تحسن أو تعالج العديد من الأمراض المصاحبة للسمنة مثل:

السكري ( النوع الثاني)
ارتفاع ضغط الدم
امراض القلب
انقطاع النفس المرَضي اثناء النوم
الجلطات الدماغية
وكذلك فإن جراحة السمنة تساعد المريض على أداء أنشطته اليومية بسهولة وتغير حياته للأفضل.

الأعراض الجانبية
لعمليات جراحة السمنة العديد من المشاكل المحتملة والتي تشمل:

الإنتفاخ والإسهال بعد تناول الطعام مما يؤدي الى الحاجة لحجم وجبات أصغر أو لاستخدام بعض الأدوية.
تسريب من موقع العملية نسبته 1-5%
فتق مكان العملية 7%
التهابات 6%
ارتجاع مرئي15%
التهاب الرئه 4%
الوفاة 2,0%
أمراض المرارة
نقص في بعض الأملاح والفيتامينات
كم تكلف عمليات جراحة السمنة؟
إن الكلفة متغيرة وتعتمد على عدة أمور، منها العمليات الجراحية السابقة، والأمراض المصاحبة ، و نوع الإجراء الجراحي ، ومعيار كتلة الجسم وغيرها. سنقوم بتحديد كلفة العملية بعد فحص المريض بالعيادة وأخذ كافة المعلومات المطلوبة.

تكميم المعدة
تعد عملية تكميم المعدة من أشهر العمليات الجراحية لعلاج السمنة المفرطة التي يتم إجراؤها في العالم. وفي هذه العملية يتم قص ثلثي المعدة بشكل طولي لتصبح على شكل أنبوب رفيع. ومن الأسماء الأخرى المتداولة قص المعدة أو تدبيسها.

آلية عملها
بعد قص المعدة، يصبح الحيز المخصص للطعام صغيراً ومحدوداً، مما يعطي شعوراً بالامتلاء بكميات قليلة من الطعام أو الشراب. وكذلك فإن هذه العملية تسبب نقصاً في بعض الهرمونات، مثل هرمون الجريلين (Ghrelin) المفرز بشكل رئيسي من قاع المعدة (Fundus)، التي يتم استئصالها أثناء العملية. ولهذا الهرمون دور رئيسي في تناول الطعام واستهلاك الطاقة في الجسم. وقد أظهرت الدراسات انخفاضاً لمستوى هذا الهرمون بعد العملية بشكل واضح.

المرضى المؤهلون لإجراء العملية
كمرحلة أولى للمرضى الذين يعانون من سمنة مفرطة شديدة (super obese)
المرضى الذين يعانون من سمنة مفرطة، وبكتلة جسم لديهم تفوق 40( كغم/م2) مع فشل الوسائل الأخرى غير الجراحية مثل الرياضة والحمية.
المرضى الذين يعانون من سمنة مفرطة وكتلة الجسم لديهم تفوق (35كغم/م2) مع أمراض مصاحبة، مثل السكري والضغط وصعوبات النوم وانقطاع النفس، وغيرها.
بعض المرضى الذين تم تشخيصهم بالسكري النوع الثاني وكتلة الجسم بين 30-35
الحالات التي لا ينصح فيها بإجراء العملية
فتق كبير في الحجاب الحاجز وتقرحات المريء الشديدة.
النساء الحوامل.
المرضى الذين يعانون من حالات نفسية شديدة.
تليف الكبد الشديد.

كيف يتم تحضير المريض قبل العملية
بعد أخذ السيرة المرضية وفحص المريض سريرياً يحتاج المريض لاستشارة خبير التغذية وأخصائي جراحة السمنة. كما ويحتاج لتقييم نفسي وأحياناً استشارة أخصائي الغدد الصماء أو الكلى أو القلب أو التنفسية حسب حالته العامة. كما ويتم إجراء عدة فحوصات للدم وصور شعاعية وأحياناً تخطيطاً للقلب.
ينصح بعض المختصين بأن يلتزم المريض بحمية غذائية عالية البروتين، قليلة الكربوهيدرات قبل أسبوعين على الأقل من عمليته.

كيف تجرى العملية
تجرى العملية بالمنظار عن طريق 5 جروح صغيرة، وتستغرق من 45- 90 دقيقة تقريباً. ويتم أيضاً إجراؤها بفتحة واحدة في البطن عن طريق السرة (جراحة الثقب الواحد).

النتائج المتوقعة بعد العملية
بينت العديد من الدراسات أن المريض يفقد (40-86%) من الوزن الزائد بعد مرور (5) سنوات.
كما وأظهرت دراسة شاملة ضمت 27 دراسة سابقة أن نسبة التحسن أو التعافي الكامل من مرض السكري (النوع الثاني)هي 97,1 % وفي دراسات أخرى أظهرت تحسن أو الشفاء من ارتفاع التوتر الشرياني وارتفاع الدهون بنسب تفوق 60%، وغيرها من الأمراض المصاحبة التي تتحسن بعد العملية.