استئصال المرارة

هي عملية جراحية يتم فيها إزالة المرارة مع الحصوات التي قد تحتويها من خلال المنظار أو الفتح الجراحي التقليدي.

مقدمة
يُعتبر استئصال المرارة من أكثر العمليات الجراحية إجراءً لدى أطباء الجراحة العامة، وقد أضاف المنظار نقلة نوعية لهذه العمليات منذ بدايات العقد الأخير من القرن الماضي بتوفير هذه التقنية التي جعلت من هذه العملية أكثر بساطةً وأقل ألماً مما مضى.

أسباب استئصال المرارة

1. حصى المرارة: تعتبر حصى المرارة السبب الأهم لاستئصال المرارة، لكن وجود الحصى بحد ذاته من دون أعراض تذكر لا يستلزم إجراء العملية إلا إن كانت الحصى بحجم كبير. أما في حال وجود الحصى مع أعراض مثل آلام البطن، وإغلاق القنوات الصفراوية، والتهاب البنكرياس، فعندئذٍ ينصح الأطباء باستئصالها.
2. كسل المرارة: لأسباب متعددة تصاب المرارة أحياناً بنوع من الكسل، يشكو المريض فيها من آلام مشابهة لحصى المرارة بعد تناول الأطعمة الدهنية، مع أن المرارة خالية من الحصى. يتم الكشف عن مثل هذه الحالات باستخدام صورة نووية تدعى (HIDA Scan)
3. التهاب المرارة : وقد ينتج عن وجود حصى في المرارة، وفي أحيان أخرى ينتج عن كسل في عملها دون وجود حصى فيها.
4. لحميات المرارة : تنتشر لحميات المرارة بنسب تتراوح ما بين 4-7% بين الناس، وتزداد مع تقدم العمر. وفي معظمها هي لحميات حميدة، إلا أن نسبة ضئيلة من الممكن أن تتطور إلى السرطان. بشكل عام ينصح الجراحون باستئصال المرارة إن احتوت على لحميات تتجاوز في حجمها (1 سم) أو أنّها تسبب أعراضاً للمريض.
5. المرارة المتكلسة أو الخزفية : وينصح الجراحون باستئصالها كونها معرضة للتحول إلى السرطان.
6.سرطان المرارة.

خطوات التشخيص
أخذ السيرة المرضية وإجراء الفحص السريري من قبل الطبيب.
إجراء فحوصات الدم، وأهمها : فحص الدم الشامل، وفحص الكبد، وفحوصات التميع وغيرها.
فحص البطن بالموجات فوق الصوتية .
صور شعاعية أخرى، مثل: التصوير الطبقي المحوري، وتصوير الرنين المغناطيسي، والتصوير النووي (HIDA Scan) إن اقتضت الحاجة الطبية لأي منها.

طرق استئصال المرارة
1. استئصال المرارة بالمنظار: وهي الطريقة المعتمدة حالياً حول العالم في استئصال المرارة، حيث يقوم الجراحون من خلال ثقوب صغيرة وبأجهزة عالية التقنية، بمساعدة آلة تصوير دقيقة، باستئصال المرارة. ومن الوسائل المتقدمة كذلك استخدام ثقب صغير واحد، واستخدام الجهاز الآلي (الروبوت).

2. استئصال المرارة بالجراحة التقليدية: لا يلجأ الجراحون لمثل هذه الطريقة حالياً إلا في حالات استثنائية، مثل حدوث مضاعفات أثناء عملية المنظار، أو وجود أمراض تنفسية تجعل من عملية المنظار خطراً على حياة المريض، أو عند عدم توفر الكفاءة الجراحية أو المعدات لإجراء العملية بالمنظار، وغير ذلك.

مضاعفات عملية استئصال المرارة

تعتبر هذه العملية فائقة الأمان، بمعدل وفيات يقل عن 4 لكل 1000 مريض. من المضاعفات المحتملة لاستئصال المرارة:

1. إصابة الأمعاء أو أوعية دموية من بعض أجهزة المنظار المستخدمة للدخول إلى جوف البطن.
2. النزيف.
3. إصابة القنوات المرارية أو حدوث تضيق فيها.
4. التهاب الجروح.
5. كسل الأمعاء.
6. الجلطات الوريدية.
7. متلازمة ما بعد استئصال المرارة.

العناية بعد عملية استئصال المرارة
بعد عملية استئصال المرارة يبقى المريض داخل المستشفى لعدة ساعات أو لليلة للمراقبة، وتقديم الأدوية اللازمة، والتي تشمل مسكنات الألم، وأدوية للغثيان وغيرها.

نصائح بعد استئصال المرارة
الأكل بعد استئصال المرارة: يبدأ المريض بتناول الماء والسوائل الشفافة بعد الاستفاقة الكاملة وقدرته على البلع. ينصح بالتدرج وتناول السوائل ببطء لتجنب التقيؤ الناتج عن الأدوية المسكنة وبعض الأدوية التي تستخدم أثناء التخدير. من الممكن العودة إلى الأكل العادي خلال (48-72) ساعة بالتدريج مع عودة الأمعاء إلى عملها بشكل طبيعي، حيث تصاب بكسل مؤقت بعد العملية.
هل يزيد الوزن بعد استئصال المرارة؟ من الممكن للمريض بعد العملية اكتساب وزن زائد إذا لم يتبع حمية مناسبة. السبب الرئيسي في ذلك هو العودة إلى الأطعمة الغنية بالدهون، والتي كانت تسبب للمريض آلاماً قبل استئصال المرارة. لذلك ننصح المرضى باتباع نظام غذائي صحي بعد العملية لتجنب الزيادة في الوزن.
ألم الكتف الأيمن بعد استئصال المرارة: بالإضافة للألم الذي يعاني منه المريض مكان ثقوب جراحة المنظار، وهو ألم بسيط إلى متوسط، فإنه عادة ما يشكو من آلام في الكتف الأيمن. هذه الآلام تكون نتيجة للغازات التي يتم نفخها في البطن أثناء عملية المنظار، وتحتاج إلى عدة أيام لتزول بالتدريج. يصف الأطباء بعض المسكنات لتسكينها. إن استمرت هذه الأعراض لفترة أطول لا بد من مراجعة الطبيب.
طريقة النوم بعد استئصال المرارة: لا توجد محاذير فيما يتعلق بطريقة النوم بعد العملية، وللمريض الخيار بالطريقة التي يجدها مناسبة، ما لم يعطِ الطبيب توصيات بغير ذلك.
الرياضة والحركة بعد استئصال المرارة: يُنصح المرضى باستئناف الحركة الطبيعية والمشي بعد الاستفاقة الكاملة من العملية بالتدريج، وصولاً إلى ممارسة الأنشطة الحياتية العادية خلال عدة أيام. من الممكن ممارسة الرياضة البسيطة مثل المشي السريع أو الركض بعد عدة أيام، ومن الممكن ممارسة السباحة بعد التئام الجروح. أما الرياضات الي تشتمل على رفع للأثقال وضغط على منطقة البطن، فيفضل تأجيل ممارستها مدة 6 أسابيع على الأقل.
أضرار استئصال المرارة
إذا لم تحدث مضاعفات بعد عملية استئصال المرارة، فإن معظم المرضى لا يعانون من مشاكل تذكر. يشكو بعض المرضى من شعور بعدم الراحة بعد تناول الطعام، وأحياناً إسهالاً أو زيادة في عدد مرات الإخراج. عادة تستمر هذه الأعراض لفترةٍ مؤقتةٍ تتراوح بين عدة أيامٍ إلى أسابيع. من النصائح الممكنة في مثل هذه الحالات:

التقليل من الطعام الدهني لفترة مؤقتة (أسبوعين إلى شهر).
تقليل كمية الطعام في كل وجبة.
المضغ الجيد للطعام قبل البلع.